السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كلمات جميلة عن الصبر .........
أفضل كلام كلام الله ان الله سبحانه وتعالي جعل الصبر
جواداً لا يكبو , وجنداً لا يهزم , وحصناً حصينا لا يهدم ،
فهو والنصر أخوان شقيقان ، فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ،
والعسر مع اليسر ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ،
ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد . ولقد ضمن الوفي الصادق لأهله
في محكم الكتاب أنه يوفيهم أجرهم بغير حساب .
وأخبر أنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين ،
فقال تعالى : ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) . وجعل سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين ،
فقال تعالى
وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) . وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً باليمن
فقال تعالى : ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) . وأخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو ولو كان ذا تسليط ،
فقال تعالى : ( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعلمون محيط ) . وأخبر عن نبيه يوسف الصديق
أن صبره وتقواه وصلاه إلى محل العز والتمكين فقال
إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) . ..
وعلق الفلاح بالصبر والتقوى ، فعقل ذلك عنه المؤمنون
فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) . ..
وأخبر عن محبته لأهله ، وفي ذلك أعظم ترغيب للراغبين ، فقال تعالى : ( والله يحب الصابرين ) .
ولقد بشر الصابرين بثلاث كل منهاخير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون ،
فقال تعالى : ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) ...
وأوصى عباده بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين
فقال تعالى
واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) .
وجعل الفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى به إلا الصابرون ،
فقال تعالى
إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون )
وأخبر .أن الرغبة في ثوابه والإعراض عن الدنيا وزينتها لا ينالها إلا أولو الصبر المؤمنون ،
فقال تعالى : ( وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون )
. وأخبر تعالى أن دفع السيئة بالتي هي أحسن تجعل المسيء كأنه ولي حميم ،
فقال تعالي : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )
وأن هذه الخصلة ( لا يلقاها إلا الذين صبروا . وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) . ..
وأخبر سبحانه مؤكدا بالقسم( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) . ..
وقسَّم خلقه قسمين :أصحاب ميمنة وأصحاب مشأمة ،وخص أهل الميمنة أهل التواصى بالصبر والمرحمة ..
وخص بالانتفاع بآياته أهل الصبر وأهل الشكر تمييزاً لهم بهذا الحظ الموفور ،
فقال في أربع آيات من كتابه : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) .
وعلَّق المغفرة والأجر بالعمل الصالح والصبر ، وذلك على من يسره عليه يسير ،
فقال
إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) .
وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبور ،
فقال : ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) .
وأمر رسوله بالصبر لحكمه ، وأخبر أن صبره إنما هو به وبذلك جميع المصائب تهون
فقال
واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) ، وقال : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون . إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )
. والصبر ساق إيمان المؤمن الذي لا اعتماد له إلا عليها ,
فلا إيمان لمن لا صبر له وإن كان فإيمان قليل في غاية الضعف وصاحبه يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به ،
وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ،
ولم يحظ منهما إلا بالصفقة الخاسرة . فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم ,
وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم ، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم ،
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم "
انتهى .
للآمانة منقوول