هناك تعريفات للعبادة منوعة، أنا ذكرت تعريفاً, يعد تعريفاً جامعاً شاملاً: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية، لكن بعضهم عرف العبادة فقال: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
عالم آخر يقول: العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر على ألسنة الرسل.
أيها الأخوة الكرام, العبادة في القلب، وفي اللسان، وعلى الجوارح، ما وقر في القلب ، وأقر به اللسان، وصدقه العمل.
الآن: ما من حركة على وجه الأرض إلا وتتنقل بين الأحكام الشرعية التالية: بين واجب، ومستحب، وحرام، ومكروه، ومباح، ما من شيء تفعله منذ أن تستيقظ, حتى تؤوي إلى فراشك, إلا وهذه الأعمال ما بين واجب، فرض، وبين مستحب، وبين مباح، وبين مكروه ، وبين حرام، عندنا واجبات، مستحبات، مباحات، مكروهات، محرمات، في القلب، وعلى اللسان، وفي الجوارح، كم حالة؟ خمس عشرة.
وبعضهم قال: العبادة طاعته بفعل المأمور وترك المحظور.
وهذه حقيقة الدين، فعل المأمور، وترك المحظور، من هو الولي؟ ليس الولي الذي يطير في الهواء، ولا الذي يمشي على وجه الماء، ولكن الولي كل الولي الذي تجده عند الحلال والحرام، أن يراك حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك:
﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾
[سورة النحل الآية: 36]