أيها الأخوة الكرام:
(( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأى نسوة فقال: أتحملنه ؟ قلنا: لا، قال: أتدفنه ؟ قلنا: لا، قال: ارجعن مأزورات غير مأجورات ))
[ أخرجه أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه ]
مأزورات أي تتحملن الوزر، إنكن لا تحملن النعش، ولا تدفن الميت، خروج المرأة في الأعم الأغلب قد يحدث فتنة في الطريق.
أيها الأخوة الكرام:
(( خرج عبد اللّه بن عمر رضي الله عنهما وأنا معه على جنازة فرأى معها نساء، فوقف ثم قال: ردهن، فإنهن فتنة الحي والميت ثم مضى، فمشى خلفها ))
[ شرح المعاني والآثار كتاب الجنائز 1/ 479عن نافع رضي الله عنه ]
أيها الأخوة الكرام، بهذا تنتهي ثمانية وأربعون دليلاً أدرجتها في خطب ثلاث حول حرمة الاختلاط، هذا هو الدين، الدين ليس بالرأي وليس بالواقع، الدين بالنص، هذه النصوص من الوحيين الكتاب والسنة تؤكد أن الاختلاط حرام، وليس معنى ذلك أن عمل المرأة حرام، المرأة مسموح لها أن تعمل وفق الضوابط الشرعية، وفق الأعمال التي تليق بها كأنثى.
أيها الأخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.
* * *
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.