ويُستنبط أيضاً من كلمة " وتزكيهم بها " في هذه الآية، النماء والزيادة نماء للغني، وللفقير، ولمال كل منهما، ونماء للعلاقات الاجتماعية، ونماء للقيم الإنسانية.
أما أن الزكاة نماء لشخصية الغني وكيانه المعنوي فالإنسان الذي يُسدي الخير، ويصنع المعروف ويبذل من ذات نفسه ويده، لينهض بإخوانه في الدين والإنسانية، وليقوم بحق الله عليه يشعر بامتدادٍ في نفسه، وانشراح، واتساع في صدره، ويُحسُّ بما يُحسُّ به من انتصر في معركة، وهو فعلاً قد انتصر على ضعفه، وأثرته، وشيطان شُحِّه، وهواه، فهذا هو النمو النفسي والزكاة المعنوية، ولعل هذا بعض ما قصدته كلمة " وتزكيهم بها " وما عناه عطف التزكية على التطهير وتأخُّرها عنه " تطهرهم وتزكيهم بها ".