فالزكاة: حارس على الأموال وعلى أصحابها، فإذا شبع الجائع، واكتسى العاري عم الأمن والسلام، إنها تطبع الفرد على حب البذل والسخاء، وتغرس في المجتمع بذور التعاون والإخاء، وهي لا تحل المشكلة المالية بالعصا والسوط، ولكن بإيقاظ الضمائر وتنوير العقول.
2 ـ المال مال الله، والإنسان مستخلَف فيه:
المال مال الله، والغني مُستخلف فيه، والفقراء عيال الله، وأحب خلفاء الله إلى الله أبرهم بعياله، والبر ذمةٌ وفريضة لا منةٌ وعطاء، قال تعالى:
﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾
( سورة الحديد: 7)
أنتم خلفاؤه في المال.
3 ـ الزكاة ركن من أركان الإسلام:
إنها ركن من أركان الإسلام، ودعامة من دعائم الإيمان، وإيتاؤها مع إقامة الصلاة، والشهادة لله بالوحدانية، ولمحمد بالرسالة، عنوان على الدخول في الإسلام، واستحقاق لأخوّة المسلمين، قال تعالى:
﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾
( سورة التوبة: 11)
إنها فريضة لازمة يُكفَّر مَن جاحدها، ويفسق من منعها، وإنها ليست تبرعاً، يتفضل به غني على فقير، أو يُحسن به واجدٌ إلى معدوم إنها أبعد من ذلك غوراً، وأوسع أفقاً.
4 ـ الزكاة جزء مهم من نظام الإسلام الاقتصادي:
إنها جزء مهم من نظام الإسلام الاقتصادي، إنها نقل الأمة بعض مالها من إحدى يديها إلى اليد الأخرى، من اليد المستخلفة على حفظ المال، وتنميته، وهي يد الأغنياء، إلى اليد العاملة الكادحة، التي لا يفي عملها بحاجتها أو التي عجزت عن العمل، وهي يد الفقراء.
عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بالقــدر الذي يسع فقراءهم، ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا إلا بما يضّيع أغنياؤهم ألا وإن الله سيحاسبهم حساباً شديداً، ويعذبهم عذاباً أليماً ))
[ الطبراني في المعجم الصغير ]
ويقول الإمام علي كرَّم الله وجهه: <<.. إذا بخل الغني بماله، باع الفقير آخرته بدنيا غيره >>.
استنباطات من آيةٍ قرآنية هي أصلٌ في فرضية الزكاة:
قال تعالى:
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ﴾
( سورة التوبة: 103)
وهذه الآية أصل في فريضة الزكاة، لذلك سنقف عندها وقفة مُتأنية: