لنتابع الآية:
﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ﴾
[ سورة القصص الآية : 50 ]
وهناك معنى ثالثاً رائعاً جداً؛ الذي يتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه، اشتهى المرأة فتزوج، الزواج مشروع:
(( وأفضل شفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح ))
[ أخرجه الطبراني في الكبير عن أبي رهم السمعي ]
أيها الأخوة الكرام، اشتهى الإنسان المال، هناك وسائل لا تعد ولا تحصى للكسب المشروع، وطن نفسك أنه ليس في الإسلام حرمان، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، اعتقد يقيناً مرة ثانية ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، ترقى بها، فالشهوات سلم ترقى بها أو دركات تهوي بها، الشهوات حيادية، وأوضح مثل أضربه دائماً، صفيحة بنزين، توضع في المركبة في المستودعات المحكَمة، إن سال البنزين في الأنابيب المحكَمة، وانفجر في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب، ولَّدَ حركة نافعة، تقلك أنت وأهلك إلى مكان جميل، وهذه الصفيحة نفسها صبّها على المركبة وأعطها شرارة، تجد أن المركبة أحرقت بمَن فيها، الشهوة قوة دافعة نافعة، أو قوة مدمرة، بل لولا الشهوات ما ارتقينا إلى رب الأرض والسماوات، ما الذي يحركك؟ الحاجة إلى الطعام والشراب من خلال هذه الحركة يظهر إيمانك، تكون صادقاً عفيفاً لا تأخذ ما ليس لك، لا تأكل المال الحرام، تبتعد عن أن تغش المسلمين، عن أن تؤذيهم بكل أنواع الأذى، كسبت المال من طريق مشروع، فالله عز وجل يبارك لك في هذا المال.
إذاً أيها الأخوة الكرام، ليس في الإسلام حرمان ولكن في الإسلام تنظيم، كل شهوة أودعها الله فينا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها.