بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وآل بيته الطيبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.
مديح النبي عليه الصلاة و السلام وحده لا يقدم و لا يؤخر إن لم نقتدِ بسنته :
أيها الأخوة الكرام، لازلنا في مناسبة ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرت لكم في الأسبوع الماضي أننا إذا مدحنا النبي صلى الله عليه وسلم طوال حياتنا ولم نقتدِ بسنته، هذا المديح لا يسمن ولا يغني من جوع، لو أن ابناً أمياً وله أب عالم كبير، أمضى هذا الابن كل حياته في مديح والده، يبقى أبوه عالماً كبيراً ويبقى هو جاهلاً كبيراً، فالمديح وحده لا يقدم ولا يؤخر، الذي يقدم ويؤخر أن تقتدي بسنته، لذلك حينما قال الله عز وجل:
المهم تطبيق سنة الرسول عليه الصلاة والسلام
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
[ سورة الأنفال الآية: 33]
بالمناسبة أشد صيغ النفي في اللغة هذه الصيغة،
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ﴾،
أي مستحيل وألف ألف مستحيل أن تعذب أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي تطبق منهجه:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
[ سورة الأنفال الآية: 33]
أنت فيهم هنا بمعنى سنتك، منهجك قائم في حياتهم، البيت إسلامي، العمل إسلامي، العلاقات إسلامية، الاحتفالات الإسلامية، المناسبات الحزينة إسلامية، حينما تطبق منهج الله عز وجل أنت تستحق من الله أن يحفظك.