ملتقى منطقة القصيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نرحب بانضمامكم والمشاركة في اقسام المنتدى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هابيل وقابيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
anouarsoft




عدد المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 26/03/2016

هابيل وقابيل Empty
مُساهمةموضوع: هابيل وقابيل   هابيل وقابيل I_icon_minitimeالأحد مارس 27, 2016 12:06 am

نشأ قايلُ قاسياً شَرِسَ الأخلاقِ عَنيفَ الطِّباع، بعكسِ هابيلَ الهادئِ الوَديعِ المُسالِم.
كانَ قابيلُ يُؤذي أخاهُ دائماً.. يُريدُ منه أن يُصبِحَ لَهُ عَبداً يَخدِمهُ من الصباحِ إلى المساء..
يَحرِثُ له الأرضَ، إضافةً إلى عملهِ في رَعيِ الماشية.. حتى يَنصرِفَ هو إلى كَسَلهِ وإمضاءِ وقتِه في اللهوِ واللعبِ. كم ضَرَبَ قابيلُ أخاه!!
وكانَ هابيلُ يتَحمّلُ ويَصبِرُ؛ لأنّ قابيلَ أخوه وشقيقُه..
كانَ يَدعو الله أن يَهدي أخاهُ قابيلَ ويُصبِحَ إنساناً طَيّباً.
كانَ آدمُ يتألّم.. وربّما نَصَحَ ابنَه قابيلَ ألاّ يكونَ شِرِّيراً.. قالَ له مرّةً:
ـ كُن طيِّباً يا قابيلُ.. مِثلَ أخيك..
ومرّةً قال له:
ـ لا تَكُن شرِّيراً يا قابيلُ.. إن اللهَ لا يُحبّ الأشرار.
كانَ قابيلُ لا يَسَمعُ نَصائحَ والدِه.. كانَ يَظُنُّ أنّه أفضلُ من هابيل.. فهو أقوى بكثيرٍ من أخيه.. عَضَلاتُه قوّيةٌ جدّاً، ورأسُه أكبَرُ من رأسِ هابيلَ.. وأطولُ منه قَدّاً..
وكانَ آدمُ يقولُ لابنهِ:
ـ إنّ التَّقيَّ هو الأفضَل.. أن اللهَ ينظرُ إلى القلوبِ يا قابيل.. الإنسانُ الأفضلُ.. هو الإنسانُ الأتقى.
كانَ قابيلُ عَنيداً.. كانَ يَصرُخ:
ـ لا.. لا.. لا أنا أفضلُ منه.. أنا الأقوى.. والأضخَم.
ذاتَ يومٍ صَفَعَ قابيلُ أخاهُ هابيلَ.. صفَعَهُ بقَسوةٍ.
لَمَ يَفعَلْ هابيلُ شيئاً. كانَ يتَحمّلُ أخاه.. هابيلُ قلبُه طيّبٌ يُحبّ أخاه.. يَعرِفُ أنّه جاهل.. هابيلُ يخافُ الله.. لا يُريد أن يكونَ شرِّيراً مِثلَ أخيه.
أرادَ الأبُ أن يَضَعَ حدّاً لشرورِ قابيل.. أرادَ أن يُفهِمَهُ أن اللهَ يُحبّ الطيِّبين.. إنّ الله لا يُحبّ الاشرار، قال لهما:
ـ لِيُقدّمْ كلٌّ مِنكُما قُرباناً إلى الله.. فمَن يَتقَبَّلُ اللهُ قُربانَهُ فهو الأفضَل.. لأنّ الله يَتقبّلُ مِن المتَّقين.
إنطلَقَ قابيلُ إلى حُقولِ القَمح.. جَمَعَ كُوماً مِن السَّنابِلِ كانت ما تَزال طَريّةً لَم تَنضجْ بَعد..
ومضى هابيلُ إلى قَطيعِ الماشية.. فاختارَ كَبشاً سليماً مِن كلِّ عَيب.. اختارَ كبشاً جميلاً وسَميناً.. لأنّه سيُهديهِ إلى الربّ..
قالَ آدمُ لابنَيه:
ـ إذهَبا إلى هذهِ التِّلال..
وَضَعَ قابيلُ كومَ القمحِ تحتَ إبطهِ، ومضى إلى التِّلال.
وراحَ هابيلُ يَسُوقَ كَبشَهُ الجميلَ إلى هناك.. تَرَكَ هابيلُ كبشَهُ فوقَ التلّ، وألقى قابيلُ كومَ القمحِ قريباً منه.. سَجَدَ هابيلُ لله.. بكى خشيةً منه.. نَظَرَ إلى السماءِ الصافيةِ ودعا اللهَ أن يَتقبّلَ قُربانَه.
أمّا قابيلُ فكانَ عَصبيّاً جدّاً.. يَنظُر هنا وهناك كأنّهُ يَبحَث.. كانَ يُريدُ أن يَرى الله.. تُرى ماذا سيكون شَكلُه ؟!
مَضَت ساعاتٌ طويلة.. لم يَحدُثْ شيء..
هابيلُ جالسٌ بِوَداعةٍ يَنظُر إلى السماءِ وقد ظَهَرَت بعضُ الغُيوم.. امتَلأت السماءُ بالسُّحُب.. سَكَنَ الهواء. كان هابيلُ يَدعو اللهَ.. وكانَ قابيلُ يُمسِكُ بصَخرةٍ ويَقذِفُها بعصبيّةٍ فتَتَكسّرُ فوقَ الصُّخور.. كانَ عَصبيّاً لا يَدري ماذا يفعل..
فجأةً لَمَعَ البَرقُ في السماء.. ودَوّى الرَّعدُ.. شَعَرَ قابيلُ بالخَوف.. أمّا هابيلُ فكانَ يَدعو الله. انهَمَرَ المطرُ.. غَسَلَ وجهَ هابيلَ.. غَسَلَ دُموعَهُ.. اختَبأ قابيلُ تحتَ سِنّ صَخريّ..
لَمَع البرقُ مرّةً أخرى وأخرى.. فجأةً انقَضَّتْ صاعقةٌ كالأعصار.. أصابَت الكَبشَ وحَمَلَتُه بعيداً. ابتهَجَ قلبُ هابيل.. بكى فَرَحاً.. لقد تُقبِّل قُربانُه.. إنّ الله يُحِبُّ هابيلَ لأنّ هابيلَ يُحِبُّ الله..
أمّا قابيلُ فقد امتلأ قلبُه بالحِقِد والحَسَدِ.. لم يَتَحمّلْ مَنظرَ كومِ القمحِ وقد بَعثَرتهُ الرِّيحُ.. أمسَكَ بحجرٍ صَخريٍّ وصَرَخَ بأخيه:
ـ لأقتُلَنَّك..!
قالَ هابيلُ بهدوء:
ـ يا قابيلُ يا أخي.. إنّما يَتقَبّلُ اللهُ مِن المتَّقين.
صَرَخَ قابيلُ مرّةً أخرى وهو يُلوِّحُ بِقَبضَتهِ:
ـ سأقتُلُك.. إنّني أكرَهُك!
شَعَر هابيلُ بالحزنِ.. لماذا يَكرَههُ أخوه ؟! ماذا فَعلَ لكي يَحقِدَ عليه ؟!
قالَ بمرارةٍ وألم:
ـ لَئن بَسَطتَ إلَيّ يَدَكَ لَتقتُلَني ما أنا بِباسِطٍ يَديَ إليكَ لأِقتُلَك.. إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالَمين..
انتَ تَظلِمُني يا قابيلُ.. وإذا ما قَتَلتَني فسوفَ يكونُ مَصيرُك النارَ.
قابيلُ يُفكّرُ بطريقةٍ وحشيّة.. فما دام هو الأقوى فمِن حقِّه أن يُسيطرَ على أخيه.. أن يَستَعبِدَه.. أن يُسَخِّرَهُ كما يُسخِّرُ الحيواناتِ الأُخرى..
انصَرَفَ هابيلُ إلى عَمَلِه يَرعى ماشِيَتَه.. نَسِيَ تهديداتِ أخيه.. كانَ يَرعى الماشيةَ في التِّلالِ والوِديانِ الخضراءِ الفَسيحةِ، يَتأمّلُ ما حوله بِحُبّ..
يملأ الإيمانُ قلبَه بالسلام.. ينظرُ إلى خِرافهِ وهي تَرعى في المُروج..
كلُّ شيء هادئ.. منَظرُ الشمسِ في الأصيلِ جميلٌ.. الأُفقُ الازرقُ الصافي.. وخَريرُ الجَدولِ وهو يَجري في الوادي الفَسيح.. والطيورُ البيضاءُ وهي تُحلّقُ في الفضاء الأزرق.. كلُّ شيءٍ جميل.. ومَحبوب..وهناك خَلفَ التِّلال كانَ قابيلُ يُسرِع نحوَ أرضِه.. كان عصبيّاً، وزادَ مِن عصبيّتهِ أنه كانَ جائعاً.. رأى مِن بعيدٍ أرنباً فركضَ فطارَدَه.. قَذَفهُ بحجرٍ، تَعثّرَ الأرنبُ.. انكسَرَت رِجلُه.. لَم يَعُد قادراً على الفِرارِ والنَّجاة..
أمسكَ قابيلُ به.. قَتَلَهُ.. وأكَلَه.. رمى بالباقي فوقَ الأرض..
هَبَطَت بعضُ النُّسورِ وراحَت تَتناولُ من الفَريسةِ.. قابيلُ فكّر في نفسِه.. لو كان ضَعيفاً.. لأكَلَتهُ النُّسور.. لماذا لا تأكُلني هذه الطيورُ المُخيفة.. لأنني قويّ.. القويُّ هو الذي يَستحقُّ الحياة.. وعلى الضُّعفاءِ أن يموتوا!
مرّةً أخرى فكّر قابيل بطريقةٍ وحشيّة.. إنّه لا يَعرِفُ الحقَّ والباطلَ، أن يكون الإنسان طيّباً أفضلُ من أن يكون شرّيراً. مرّة أخرى شَعَر بالحِقِد والحَسَدِ لأخيه.. تركَ أرضَهُ وحُقولَهُ ومضى نحو التِّلال..
راحَ ينظُر إلى أخيه هابيلَ في السُّفوحِ الخضراء.. والماشيةُ ترعى بسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هابيل وقابيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى منطقة القصيم :: ملتقى القصيم :: ملتقى الشئون الاسلاميه-
انتقل الى: