الحمد لله ثم الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، وما توفيقي ولا اعتصامي ولا توكّلي إلا على الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلَّم ، رسول الله سيِّد الخلق والبشر ، ما اتصلت عينٌ بنظرٍ أو سمعت أذنٌ بخبر ، اللهمَّ صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريَّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
استقرار الحياة الزوجية أحد عوامل صلاح الأولاد :
أيها الأخوة المؤمنون ؛ لا زلنا في البيت المسلم ، وانطلاقاً من أن الأسرة لبنة المجتمع الأولى ، فإذا صلحت صلح المجتمع ، وإذا فسدت فسد المجتمع ، وانطلاقاً من أن شقاء الزوجين يَنْبُع من شقاء أبنائهما ، لذلك كانت تربية الأولاد في الإسلام تحتل المكانة الأولى في التوجيهات الدينية .
يا أيها الأخوة الأكارم ؛ يشقى المرء بشقاء أولاده ويسعد بسعادتهم ، فلذلك يجب أن نُعنى بهذا الجانب من الإسلام .
أيها الأخوة المؤمنون ؛ في الخطبة السابقة كان موضوعها ، بل في القسم الأخير أن حسن اختيار الزوجة أحد عوامل استقرار الحياة الزوجية ، وأن قيام كل من الزوجين بواجبه تجاه الآخر أحد عوامل استقرار الحياة الزوجية ، واستقرار الحياة الزوجية أحد عوامل صلاح الأولاد ، فالطفل والولد من شأنه أن ينفر من بيتٍ مشحونٍ بالخصومات ، والمنافسات ، مشحونٍ بالكآبة ، مشحونٍ بالمُهاترات .
يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ ولكن واقع المسلمين يُنْبِئ بأن هناك جهلاً فاضحاً في موضوع الطلاق ، الزوج ما إن يستفز لأدنى سبب حتى يحلف بالطلاق ، فإذا امرأته مشَرَّدة ، وإذا أولاده مشردون .
يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ ربنا سبحانه وتعالى يقول :
﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾
[ سورة الإسراء : 9 ]
ما لم نتَّبع الهدى الذي جاء به القرآن فلن تستقيم حياتنا .