أيها الأخوة، أخ كريم قبل يومين اتصل بي فقال: إنك تتحدث كثيراً كثيراً عن الاستقامة، بل إنك تؤكد أن الدين كله يضغط بكلمة واحدة هي الاستقامة، بل إنك تقول كثيراً: لن تقطف من ثمار الدين شيئاً إلا بالاستقامة، فما الاستقامة وما تفاصيلها ؟ وما أبعادها ؟ وما أنواعها ؟ وما أدلتها ؟
والله هذا السؤال أثار في نفسي رغبة قوية أن أجعل إ نشاء الله وإن أحيانا الله الخطب القادمة وقد تكون بضع خطب عن الاستقامة، لكن في الإعداد لهذه الموضوعات وجدت أنه هناك ثلاثة عشر بنداً من الاستقامة متعلقة باستقامة السرائر، متعلقة بالسرائر لا بالشيء المعلن، وأنواع لا تعد ولا تحصى متعلقة بالأشياء المعلنة.
على كلٍ ما دمت أقول دائماً: الاستقامة هي حجر الزاوية لن نقطف من ثمار الدين شيئاً إلا بالاستقامة، الدين كله يضغط بكلمة واحدة هي الاستقامة، فلا بد من حديث مطول إن شاء الله وقد يستغرق بضع خطب لعل الله عز وجل ينفعنا جميعاً بهذه الخطب، نجعلها منهجاً لنا توفيراً للوقت ما لم نستقم على أمر الله لن نقطف من ثمار الدين شيئاً.
اثنا عشر ألفاً لن يغلبوا في الأرض إذا كانوا مستقيمين، ومليار وخمسمئة مليون مسلم ليست كلمتهم هي العليا، وليس أمرهم بيدهم، ولا وزن لهم، وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل لأنهم غير مستقيمين