أيها الأخوة، وصلنا في موضوع الاختلاط إلى موضوع من وراء حجاب، ينبغي أن تتحملوا موضوع هذه الخطبة، نصوص، لكن كل نص يؤيد ما سوف أؤكده لكم في نهاية الخطبة:
(( عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ ))
[ متفق عليه عن مَسْرُوقٍ رضي الله عنه ]
هذا النص في البخاري ومسلم، والآية الكريمة:
﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53)﴾
( سورة الأحزاب )
(( كَانَ مَرْوَانُ عَلَى الْحِجَازِ اسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ فَخَطَبَ فَجَعَلَ يَذْكُرُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لِكَيْ يُبَايَعَ لَهُ بَعْدَ أَبِيهِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا فَقَالَ: خُذُوهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ فَلَمْ يَقْدِرُوا فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عُذْرِي))
[ البخاري عَنْ يُوسُفَ رضي الله عنه ]
(( فَقَالَتْ عَائِشَةُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ ))
هذا دليل ثانٍ، هذا الشاهد على أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تكلم الناس من وراء حجاب، وهي بنص القرآن الكريم من أمهات المؤمنين، وزوجة المعصوم، ومع ذلك سمع أصحاب النبي منها ليس وجهاً لوجه ولكن من وراء حجاب.
وقال الإمام البخاري في ترجمة عبد الله أبي الصهباء الباهلي:
" ورأى سِتْر عائشة رضي الله عنها في المسجد الجامع، تُكَلِّم الناس مِن وَراء السِّتر، وتُسْأل مِن وَرائه ".
هذا دليل رابع، وليس هذا يخص أمهات المؤمنين فقط بل كانت النساء إذا تعلّمن أو عَلّمن يكون ذلك من وراء حجاب.
إذا في أطهر مكان في المسجد، في أقدس عمل طلب العلم، هناك حجاب فكيف بسهرة مختلطة ؟ نساء كاسيات عاريات، ورجال شباب، والحديث ممتع، وسهر حتى الثانية بعد منصف الليل، و الاختلاط ليس فيه شيء ؟! من حرمه أين الآية التي تحرم ؟
ففي ترجمة الحرّة البسطامية عالمة جليلة ـ وكان يُقرأ عليها من وراء السِّتر ـ: " وكانت النساء يَكُنّ من وراء الستور ".
قد يقول أحدكم الواقع خلاف ذلك، هذا ليس من اختصاصي، هذا هو الحق، أما الواقع مطبق غير مطبق هذا بحث آخر.
غض البصر وحده دليل عدم الاختلاط :