قد تشحُّ الأمطار، وتجف الأنهار، وتغور الينابيع، وقد يقضي الصقيع على الزرع والكلأ، وقد يكثر الشجر ويقل الثمر، وقد تُتلفُ الحشرات، والأوبئة بعض المحاصيل، وقد تهب الرياح العاتية فتقتلع الأشجار، وتهدم البيوت، وقد تُسلط ذبابة فتقضي على محصول كبير، ودودة على محصول آخر، وقد يأتي الجراد فيأكل الأخضر واليابس.. ويقف الإنسان حائراً أمام هذه الظواهر، ويحاول أن يبحث عن السبب.
يقول له العلم: إن ارتفاع نسبة غاز الفحم في الجو سببت تخلخلاً في طبقة الأوزون المحيطة بالأرض، الأمر الذي أدى إلى اضطراب درجات الحرارة وسرعة الرياح، واضطراب وانتقال خطوط المطر، وهذا التفسير العلمي لا يكفينا.. ولا يمنعنا أن نسأل مسبب الأسباب، وخالق الأكوان، ومُنزل القرآن عن السبب الأبعد والأهم لكل هذا، وعن السبب الحقيقي، وها هو القرآن ذا يجيبنا قائلاً:
﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾
( سورة الأعراف: 96)
﴿ وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾
( سورة الجن )
ولنسأل مبعوث العناية الإلهية النبي عليه الصلاة والسلام فيجيبنا قائلاً:
(( ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين ))
أي الفقر والقحط.
[رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الحاكم على شرط مسلم انظر مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 3/96]
(( ولم يمنعوا زكاة مالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا ))
[رواه الحاكم وصححه وغيره ]
(( ما تلف مال في برٍ أو بحرٍ إلا بحبس الزكاة ))
[رواه الطبراني في الأوسط، وقال الهيثمي في المجمع 3/93: فيه عمر بن هارون وهو ضعيف ]