ملتقى منطقة القصيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نرحب بانضمامكم والمشاركة في اقسام المنتدى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  وما بكم من نعمة فمن الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
انور زياية

انور زياية


عدد المساهمات : 704
تاريخ التسجيل : 23/03/2016
العمر : 35

 وما بكم من نعمة فمن الله Empty
مُساهمةموضوع: وما بكم من نعمة فمن الله    وما بكم من نعمة فمن الله I_icon_minitimeالأربعاء مارس 23, 2016 11:35 pm

{{وما بكم من نعمة فمن الله}}
((للأمانة..الكاتب.محمد بن عدنان السمان))

 
نعم الله لا تعد ولا تحصى، والإنسان في هذه الدنيا يتقلب في نعم الله - سبحانه وتعالى -، وإذا تحدثنا عن نعم الله - سبحانه وتعالى - وكيف يتعامل معها المسلم فإننا أمام قواعد في التعامل مع هذه النعم من أهمها ما يلي:

أولاً: إن نعم الله كثيرة على كل إنسان لا يمكن أن تعد، يقول - تعالى -: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّه لَغَفُور رَحِيم) سورة النحل (18).

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: "ثُمَّ نَبَّهَهُمْ عَلَى كَثْرَة نِعَمه عَلَيْهِمْ وَإِحْسَانه إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّه لَغَفُور رَحِيم) أَيْ يَتَجَاوَز عَنْكُمْ وَلَوْ طَالَبَكُمْ بِشُكْرِ نِعَمه لَعَجَزْتُمْ عَنْ الْقِيَام بِذَلِكَ وَلَوْ أَمَرَكُمْ بِهِ لَضَعُفْتُمْ وَتَرَكْتُمْ وَلَوْ عَذَّبَكُمْ لَعَذَّبَكُمْ وَهُوَ غَيْر ظَالِم لَكُمْ وَلَكِنَّهُ غَفُور رَحِيم يَغْفِر الْكَثِير وَيُجَازِي عَلَى الْيَسِير.

شكا رجل ضيق حاله ومعاشه...فقال له عالم حكيم: أتبيع بصرك بمئة ألف؟ قال:

لا.قال الحكيم: أتبيع سمعك بمئة ألف؟ قال: لا. قال الحكيم: فأنت الغني بما لا يباع بثمن.

ثانياً: إن النعم ابتلاء وامتحان كلها، حتى ما كان ظاهره الجزاء والإكرام فهو في الحقيقة ابتلاء جديد، يقول - تعالى -: (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمنِ * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهاننِ* كلا) [سورة الفجر: 15-17)].

ولو كانت النعمة إكراما لكان الرسل أغنى الناس وأكثرهم أموالا ولما كان للكفار شيء من الدنيا إطلاقا.

ثالثاً: النجاح في التعامل مع النعم إنما يكون بشكر الله - تعالى - على هذه النعم، والشكر أقسام:

القسم الأول: الشكر بالقلب:

ويتحقق بالاعتقاد الجازم بأن كل النعم من الله وحده لا شريك له، قال تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله) سورة النحل: 53.

القسم الثاني: الشكر باللسان:

هو إظهار الشكر لله بالتحميد، و إظهار الرضا عن الله - تعالى -و التحدث بالنعم.

عن النعمان بن بشير قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر: ((من لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب)) أخرجه الإمام احمد في المسند و سنده حسن الشكر بالعمل:

والشكر العملي يختلف من نعمة إلى أخرى، فمن رزقه الله الهداية دعا الناس إليها، ومن رزقه الله رجاحة العقل تعلم وعلم، واستخدمه في حل المشكلات خاصة كانت أم عامة، ومن آتاه الله مالا سخره للإنفاق في سبيل الله سرا وعلانية، وحافظ عليه فلم يسرف فيه ولم يقتر على نفسه وعياله، ولم يضع ماله مع من يتلفه بسوء استخدام أو نحوه، ومن آتاه الله ولداً أحسن تربيته وإصلاحه، فالشكر العملي أن تستخدم هذه النعم جميعا في طاعة الله لا في معصيته، قال - تعالى -: (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور).

الرابع: أننا نتقلب بين نعم الله الظاهرة والباطنة، قال - تعالى -: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) (20) لقمان‏.

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: "يَقُول - تعالى - مُنَبِّهًا خَلْقه عَلَى نِعَمه عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بِأَنَّهُ سَخَّرَ لَهُمْ مَا فِي السَّمَاوَات مِنْ نُجُوم يَسْتَضِيئُونَ بِهَا فِي لَيْلهمْ وَنَهَارهمْ وَمَا يَخْلُق فِيهَا مِنْ سَحَاب وَأَمْطَار وَثَلْج وَبَرَد وَجَعْله إِيَّاهَا لَهُمْ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَمَا خَلَقَ لَهُمْ فِي الْأَرْض مِنْ قَرَار وَأَنْهَار وَأَشْجَار وَزُرُوع وَثِمَار وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ نِعَمه الظَّاهِرَة وَالْبَاطِنَة مِنْ إِرْسَال الرُّسُل وَإِنْزَال الْكُتُب".

الخامس: من قواعد التعامل مع نعم الله - تعالى -، بل إن أعظمها هو أن أعظم نعمة امتنها الله علينا أن هدانا لتوحيده جل جلاله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) فاطر‏ (3).

ثم من أعظم نعم علينا أن جعلنا من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي آتاه ربه الكتاب (وهو القرآن العظيم) والحكمة (وهي السنة النبوية) قال ربنا - سبحانه -: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ) البقرة: 231.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وما بكم من نعمة فمن الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى منطقة القصيم :: ملتقى القصيم :: ملتقى الشئون الاسلاميه-
انتقل الى: