الصَّداقة صِدقٌ؛
صدق مَشاعر، صدق أحاسيس،
صِدق كلام، صِدق استماع،
صِدقُ تفاعل، بداية الصَّداقة إعجاب
لتوافُقٍ من نوعٍ ما؛ عاطفي، نفسي،
فكري، عقلي، ثمَّ تليها
خطوات تتقارب متدرجة،
وعند التقارب أكثر فأكثر
تبدأ اللَّحظات الفارقة،
تبدأ لحظات مكاشفة في لحظات هدوء،
صفاء، اطمئنان،
ثِقة، صِدق،
يمكن القول أيضًا: إنَّها تأتي في لحظات
ليس للزَّمن عليها من سبيل،
وهنا يمكن فقط تسميتها
بلحظة " تعانق الأرواح " ،
وقَلَّما تتيسَّر هذه اللحظات
في الزمان والمكان المناسبين
في غمرة ضجيج الحياة
ومشاغلها، هنا..
وهنا فقط، في زمن اللازمن،
تُولد الصَّداقة،
لتحتاج بعد ذلك لرِعاية وتعهُّد؛
كي تنمو وتكتمل مع مرور الزَّمن
وتقلباتِ الأيام، بكلمات مقتضبة
- ولكن مركَّزة -
يتمُّ تمتين عُرى المودَّة،
وتوثيق أواصِر الحب لله وفي الله،
بلا رتوش ولا كذِب ولا زيف،
وكِلا الصَّديقين يعرفان هذا
بلا حاجة لدليل؛
فالقلوب هنا هي الدليل،
نعم، القلوب هنا هي الدليل.