1 ـ الوعظ و التبيين و التوضيح :
ماذا يقول الله سبحانه وتعالى فيما إذا نشِبَ خلافٌ بين الزوجين ؟ فيما إذا بدا للزوج أن زوجته بدأت تنحرف عن الصراط المستقيم ؟ ماذا يفعل الزوج لو أرادت زوجته أن تعصيه جهاراً ؟ ربنا سبحانه وتعالى يجيب عن هذا السؤال ، يقول الله عز وجل :
﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ﴾
[ سورة النساء : 34 ]
انحرافهن ، خروجَهن عن طاعة الزوج .
﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ﴾
[ سورة النساء : 34 ]
لابد من أن تعظها ، لابد من أن تبيِّن لها ، لابد من أن توضِّح لها ، لابد مِن أن تُذَكِّرها ، أما أن تطلقها من دون وعظٍ ، من دون إرشادٍ ، من دون توضيحٍ ، من دون بيانٍ ، من دون أن تبين لها حُكْم الله في هذا الموضوع فهذا من عوامل الجهل .
﴿ فَعِظُوهُنَّ﴾
[ سورة النساء : 34 ]
ربنا سبحانه وتعالى يقول :
﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾
[ سورة الذاريات : 55]
وهذه مؤمنة ؛ ذَكِّرها بأمر الله عز وجل ، ذكرها بسُنة النبي عليه الصلاة والسلام، ذكِّرها بواجبها تجاه الزوج ، ذكِّرها بواجبها تجاه الأولاد ، ذكِّرها بما ينبغي أن تعمل ، عندئذٍ حاسبها ، لا تحاسبها حساباً عنيفاً قبل أن تعظها ، وقبل أن تذكِّرها ، وقبل أن توجهها . .
﴿ فَعِظُوهُنَّ﴾
[ سورة النساء : 34 ]
هذا أمر الله عز وجل ، هذا توجيه القرآن الكريم :
﴿فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ﴾
[ سورة النساء : 34 ]
2 ـ الهجران في البيت :
المرحلة الثانية من المُعالجة الهِجران وهي في البيت ، لا أن ترسلها إلى بيت أهلها ، إذا أرسلتها إلى بيت أهلها ، فإن أدنى مشكلةٍ تنقلِب إلى أكبر مشكلة ، إن أطرافاً كثيرين يدْخُلون على الخَط ، ويباعدون بين الزوجين ، لذلك آيات القرآن الكريم فيها إعجازٌ في نظمها ، فإذا قرأت الآية في سياقها لها معنى ، وإذا أخرجتها من سياقها لها معنى ، ربنا سبحانه وتعالى يقول :
﴿لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ﴾
[ سورة الطلاق : 1 ]
مهما تكن القضية كبيرةً تصغر وتصغر إذا بقيت الزوجة في بيت زوجها . .
﴿فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ﴾
[ سورة النساء : 34 ]
أي عندكم . .
﴿فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ﴾
[ سورة النساء : 34 ]
في حالاتٍ نادرةٍ بيّنها الفقهاء ، ولا مجال لذكرها من على المِنبر . .
﴿أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾
[ سورة النساء : 34 ]
ليَذْكُر الزوج أن الله سبحانه وتعالى أقدر عليه مِنه على زوجته ، يجب أن يخاف الزوج رَبَّه ، يجب أن يتقي الله في الضعيفين ؛ المرأة واليتيم ، يجب أن يشعر أن الله قادر عليه.
﴿فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾
[ سورة النساء : 34 ]
النبي عليه الصلاة والسلام رأى أحد أصحابه يضرب غلامه ، فقال عليه الصلاة والسلام :
((اعلم يا أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام ))
[ من الجامع الصفير عن أبي مسعود ]
ويا أيها الزوج إن الله أقدر عليك منك على زوجتك . .
﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾
[ سورة النساء : 34 ]
﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا﴾
[ سورة النساء : 35 ]
3 ـ الضرب في حالات نادرة :
المرحلة الثالثـة : عظوهن أولاً ، اهجروهُن ثانياً ، والضرب في حالاتٍ نادرة جداً لها تفصيلاتٌ كثيرة .
4 ـ توكيل حكم من أهلها و حكم من أهله :
والرابعة :
﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً﴾
[ سورة النساء : 35 ]
يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ هذه المراحل لا بد من أن يسلكها الزوج قبل أن يطلِّق ، وإلا شرد أولاده ، وشقي أولاده ، وشقي هو بشقائهم ، قد يسأل سائل : وما علاقة الطلاق في موضوع الخطبة ؟ علاقة الطلاق إنه أحد أبواب تشرد الأولاد وضياعهم ، وإذا ضاع الأولاد شقي الأب وشقيت الأم .
يا أيها الأخوة المؤمنين ؛ حتى لو أن الزوج طَلَّق ، لا بد من أن يطلق طلاقاً سُنِّياً لا أن يطلق طلاقاً بِدْعيّاً ، يجب أن يطلِّقها طلقةً واحدة وتبقى في البيت ، هذه المشكلة التي من أجلها طلقها لابد من أن تصغر مع مرور الأيام ، وله أن يراجعها من دون قيدٍ أو شرط، فإذا مضت العِدَّة ولم يراجعها ، مَلَكَت نفسها ، وله أن يعيد عقد القران عقداً جديداً ، ويتم الأمر هكذا مرتين ، وفي الثالثة تبينُ عنه بينونة كبرى .