مثلاً: زوجته بحاجةٍ إلى معطفٍ في الشتاء، معطفها السابق لا يليق، يجعلها تشعر بأنها وضيعة، فاشتريت لها معطفاً يتناسب مع دخلك، ومع مستواها، إن هذا الذي تفعله يُعدُّ عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نصِّ هذا الحديث صدقةً، وأعود و أُكرِّر: من دون إسرافٍ، ولا تبذيرٍ، ولا مخيلة، العلماء فرَّقوا بين الإسراف والتبذير، فالإسراف في الحلال، والتبذير في الحرام، والمخيلة هي الكِبر، أن تُطلِع الناس على ما عندك من أجل أن تجعلهم يتصاغرون، هذا أحد أنواع الفساد.
والإمام مسلمٌ في صحيحه أيضاً يروي حديثاً عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))
[ مسلم ]
إذا كان أخوك المؤمن بحاجة إلى شيء، هذا عمل طيِّب جدّاً، لأنَّ المؤمن له مكانته، له كرامته، له مروءته، له حياؤه، له خجله، فإذا لبَّيت له حاجته، وحفِظت له ماء وجهه، وكففته عن السؤال، هذا عمل عظيم، فأفضل دينارٍ يُنفقه الرجل دينارٌ ينفقه على عياله، ودينارٌ يُنفقه على دابَّته في سبيل الله، ودينارٌ يُنفقه على أصحابه في سبيل الله.
ألا تعلمون أن إنفاق المال على الزوجة أحد أسباب القِوامة عليها، لقول الله عز وجلّ:
﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾
( سورة النساء: من الآية 34 )