ملتقى منطقة القصيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نرحب بانضمامكم والمشاركة في اقسام المنتدى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  سبل النجاة من الفتن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
انور زياية

انور زياية


عدد المساهمات : 704
تاريخ التسجيل : 23/03/2016
العمر : 35

 سبل النجاة من الفتن Empty
مُساهمةموضوع: سبل النجاة من الفتن    سبل النجاة من الفتن I_icon_minitimeالخميس مارس 24, 2016 6:03 am

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه، وبعد:
إن من قضاء الله وقدره وقوع الفتن كما بيّن ذلك الكتاب والسنّة قال الله - تعالى -: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)[الأنبياء: 35].
وقال - جل جلاله -: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[العنكبوت: 2-3]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتن، القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها))[رواه مسلم عن أبي بكر - رضي الله عنه -].
وعن علي مرفوعاً: «إنها ستكون فتنة، فقلت: ما المخرج يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم)).
ومن محاسن ديننا دين الإسلام أنه لم يسلمنا للفتن بل وجهنا إلى كيفية التعامل معها، وأوضح لنا سبل الخلاص منها أي الخروج منها، ومن هذه السبل:
السبيل الأول: الاعتصام بالله:
كما قال الله - تعالى -: (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[آل عمران: 101] فالتمسك بالله هو الهادي إلى الحق، ويتحقق بأمرين:
الأمر الأول: التمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما قال الله - تعالى -: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الزخرف: 43]، وقال - تعالى -: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)[الأعراف: 170]، وقال - سبحانه -: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِياً)[مريم: 12].
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))[رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه -، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 2548].
الأمر الثاني: التوجّه إلى الله، والاعتماد عليه: بالتوبة الصادقة، وملازمة الاستغفار، والإلحاح بالدعاء والتقوى بطاعته، واجتناب فيما عنه نهى وزجر: قال الله - تعالى -: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور: 31]، وقال - تعالى - على لسان هود - عليه السلام -: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)[هود: 52]، وقال - تعالى -: (إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الأنفال: 29]، وقال - تعالى -: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)[الطلاق: 2-3]، وقال - تعالى -: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[غافر: 60]، وقال - جل جلاله -: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)[النمل: 62].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عبادة في الهرج كهجرة إليّ))[رواه مسلم والترمذي وابن ماجه وانظر صحيح الجامع رقم (3974)]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من ورائكم أياماً ينزل فيها الجهل، ويُرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج: القتل))[رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي موسى وصححه الألباني في صحيح الجامع (2233)]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل همّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب))[رواه أحمد وصححه أحمد شاكر]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر))[رواه الترمذي والحاكم عن سليمان - رضي الله عنه - وصححه الألباني في صحيح الجامع (7687)].
السبيل الثاني: الالتفاف حول العلماء الربانيين والمصلحين الصادقين العاملين:
قال الله - تعالى -: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً)[النساء: 83]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه))[رواه ابن ماجه عن أنس وصححه الألباني في صحيح الجامع (2223) وفي الصحيحة (1332)].
السبيل الثالث: الصبر والثبات على الحق:
لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من ورائكم أيام الصبر، الصابر فيها كالقابض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين)) قالوا: منهم أو خمسين منا؟ قال: ((خمسين منكم))[رواه البراز والطبراني في الكبير]، وفي لفظ عند الطبراني من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن من ورائكم زمان صبر، للمتمسّك فيه أجر خمسين شهيداً منكم))[صححه الألباني في صحيح الجامع (2234) وفي الصحيحة (494)].
السبيل الرابع: عدم الدخول في ورطات الدم المعصوم:
لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً))[رواه مسلم] وقول عبد الله بن عمر: “إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله”.
وليعلم كل مسلم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء))[رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه]، فينبغي على المسلم أن لا يخوض في فتنة لا ناقة له فيها ولا جمل، وذلك في حالة عدم وضوح الراية، والراية التي ينبغي أن يقاتل تحتها هي راية لا إله إلا الله، هذه التي من أجلها المسلم يقاتل كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله))[رواه البخاري ومسلم].
ولذلك كان توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة الواقعة بين المسلمين، ولم يتضح فيها الحق: ((كن ابن آدم المقتول ولا تكن القاتل)).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار))، قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: ((إنه كان حريصاً على قتل صاحبه))[رواه أحمد وابن ماجه وأبو داود والنسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (388)].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية))[رواه أبو داود وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (4935)]، ولكن له شاهد من حديث: ((من قاتل تحت راية عمية يدعو إلى عصبية، أو يغضب لعصبية؛ فقتلته جاهلية))[رواه ابن ماجه وصححه الألباني في الصحيحة رقم 433، 983].
وهذا غير دفع الصائل وهو المدافع عن نفسه، أو ماله، أو عرضه، فله أن يدفع المعتدي بالأخف، ثم يتدرج إلى الأعلى؛ فإن كان يندفع بالصوت فلا يجوز له أن يدفعه بالضرب، وإن كان يندفع بالضرب فلا يجوز القتل، وإن كان لا يندفع إلا بالقتل يجوز قتله أو غلب على ظنه أنه سيقتله فله قتله، ودمه هدر لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد))[رواه الترمذي وأبو داود والنسائي] وفي رواية: «قال رجل: فإن قتلته قال: ((فدمه هدر))».
فليحذر المسلم من الاعتداء على حق الغير، أو المال العام؛ فإن ذلك من الظلم والجرم فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من ظلم قيّد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين))[رواه البخاري]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة)) فقال له رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ قال: ((وإن كان قضيباً من أراك))[رواه النسائي وابن ماجه وصححه الألباني في سنن ابن ماجه 2324].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي، والعقوق))[رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 2810]، وقد حكى لي أكثر من واحد أن أناساً يعرفونهم اعتدوا على المال الخاص والعام غير السلاح، فمنهم من أصيب في ماله، ومنهم من أصيب في جسده - نسأل الله العافية -.
السبيل الخامس: الحذر من الإشاعات:
فإن في الفتن تكثر الإشاعات كما قال عمر - رضي الله عنه -: ((إياكم والفتن فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف)).
فلا يقبل المسلم كلاماً ولا ينقله إلا بعد التثبّت منه لقوله - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)[الحجرات: 6] ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع))[رواه مسلم].
وقال رجل: «يا رسول الله ما النجاة؟ » فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك))[رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 890].
السبيل السادس: التعوّذ بالله من الفتن والبعد عن مواطنها:
لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((تعوّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن))[رواه مسلم عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما].
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن السعيد لمن جُنب الفتن، إن السعيد لمن جُنب الفتن، إن السعيد لمن جُنب الفتن، ولمن ابتلى فصبر فواهاً))[رواه أبو داود عن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - وصححه الألباني في صحيح الجامع (1637)].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتن القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي))[رواه مسلم رقم 2887].
وللوقوع في الفتن أسباب منها:
أولاً: الجهل.
ثانياً: الغفلة.
ثالثاً: اتباع الشهوات والشبهات.
رابعاً: تغيب الشرع.
السبيل السابع: الثقة بنصر الله وفرجه:
لقوله - تعالى -: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)[الشرح: 5-6]، وفسّر - صلى الله عليه وسلم - ذلك بقوله: ((لن يغلب عسر يسرين))، وقول الله - تعالى -: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)[غافر: 51]، وقوله - تعالى -: (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الأنبياء: 88]، وقوله - تعالى -: (وَكَانَ حَقاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)[الروم: 47].
السبيل الثامن: الاستعداد بالاحتياجات الضرورية من مطعم ومشرب، ودواء وماء، وإضاءة وحماية للدفاع عن النفس، والعرض والمال ونحو ذلك.
وختاماً:
فليحذر المسلم من الوقوع في الفتن فإنها تأكل الأخضر واليابس، وذلك بالعمل بما ذكرناه وهو الأخذ بالسبل المذكورة.
نسأل الله - تعالى - أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله مشتبهاً علينا فنضل، ويجعلنا للمتقين إماماً، و- صلى الله عليه وسلم - على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سبل النجاة من الفتن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى منطقة القصيم :: ملتقى القصيم :: ملتقى الشئون الاسلاميه-
انتقل الى: